وقفةٌ لوجه الله تعالىجملة التهليل
//وقفةٌ لوجه الله تعالى//.
بقلم فضيلة الشيخ حاتم السيد الحرزاوي
أُذكِّرُ بها نفسي أولاً والإخوة الأفاضل قرآء القرآن الكريم.
.جملة التهليل.
(( لا اله الا الله والله اكبر ولله الحمد))
هناك ابتداعات كثيرة من قراء هذه الأيام،أنهم يحبون الاختراعات الفارغة، والبدع التي لم يعرفها كبارالقراء ، وأكثرهم يبحث عن الغرائب لشد انتباه المستمعين، وإبهار جهلة السرادقات والمعازى
ولا يعلم أن الله رقيب عليه في قراءته وكما ورد في الاثر (رب قارئ للقرءان والقرآن يلعنه)
ومن أشنع ما يقعون فيه تحويلهم الاستثناء إلى أصل، وذلك بالتكرار المستمر...........ثم التصرف في هذا الاستثناء بما لم يرد فيه، بل بما هو منهي عنه.. ولهم في هذا شناعات يأباها العلماء المتحققون.
ومن أشنع هذه الشناعات، أن يقول أحدهم إذا أراد التكبير بين السور "لا إله إلا الله" ويقف عليها، ويكررها.
والأصل في التكبير أنه لقراء مكة، فهو ثابت لقراءة ابن كثير(للراوى البزى فهو مشهور عنه )،.. وغير ذلك استثناء.. يقول الشيخ الضباع في كتابه صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص، عن التكبير: "الجمهور من أهل الأداء على تركه.. وذهب جماعة إلى الأخذ به".. و"لفظه الله أكبر، ولا تهليل ولا تحميد معه عند حفص أصلا.. إلا عند سور الختم إذا قصد تعظيمه على رأي بعض المتأخرين".
والأصل عند من يقولون بالتكبير أنه بلفظة الله أكبر فقط، وإضافة التهليل استثناء من بعض من يقولون بالتكبير.. ومن يقولون بالتكبير والتهليل منهم قلة قالت بالتحميد.. لكن لا بأس.. ليست هذه هي المشكلة.
فكلمات التكبير توقيفية.. توقيفية في ألفاظها، فلا يجوز إضافة "سبحان الله" مثلا.. ولا يجوز أن تقول "والحمد لله" بل لابد أن تكون "ولله الحمد".
وتوقيفية في ترتيبها، فلابد أن تكون العبارات مرتبة هكذا: لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد، فلا يجوز "الله أكبر لا إله إلا الله ولله الحمد، ولا يجوز ولله الحمد لا إله إلا الله والله أكبر.. وهكذا.
وتوقيفية في وصل العبارة كلها دون قطع ولا تنفس.. فتقول في جملة واحدة: لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد.
فمن يقول لا إله إلا الله ويقف عليها فهو قارئ جهول مبتدع، يريد شد انتباه السوقة والجهلاء ولو بمخالفة ما استقر عليه أئمة فن القراءات عبر التاريخ.
وفي كتاب "إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر" يقول الإمام الدمياطي: "وليعلم، أن التهليل مع التكبير مع الحمد –عند من رواه- حكمه حكم التكبير، لا يفصل بعضها من بعض، بل يوصل جملة واحدة هكذا "لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد".
وقال النويري في شرحه على طيبة النشر: "التهليل مع التكبير مع الحمد، حكمه حكم التكبير، لا يفصل بعضه من بعض، كذا وردت الرواية، ولا خلاف فيه".
هذا هو كلام الأئمة، والعلماء، وأكابر أهل هذا الفن.. أما ما يفعله جهلة القراء من تكرار لفظة ولله الحمد ولله الحمد ولله الحمد مرات ومرات.. ومن زيادات سبحان الله والحمدلله أو من قطع "لا إله إلا الله" عن "والله أكبر" عن "ولله الحمد" فبدعة مخترعة، لا أساس لها، والقراءة سنة متبعة، تقوم كلها على التوقيف.
هل كلف أحد هؤلاء المدعين نفسه وقرأ باب "التكبير" في أي شرح للشاطبية، أو طيبة النشر؟ هل قرأ مرة واحدة في حياته كتاب النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزري، وهو أهم كتاب فى تاريخ هذا العلم؟ هل قرأ شرح الطيبة لابن الناظم؟ هل قرأ تحريرات العلماء لطرق رواية حفص؟ لا.. فقط توقح وببجاحة واستغفال للبسطاء.. ثم يهلل المرتزقة، ويرفع المصورون المقاطع على يوتيوب مع عبارات من نوع "أجمل لا إله إلا الله هتسمعها في حياتك".
حين يقف القارئ على "لا إله إلا الله" ويفصلها عن "والله أكبر ولله الحمد" فهو يقدم البرهان الساطع على جهالته، وأنه تصدر دون أن يتأهل للعلم ومدارسته مع أهل هذا الفن الفريد من نوعه حتى لو ادعى نيل الإجازات، واعتمد في الإذاعات، وحكَّمَ في المسابقات.. أيا كان اسمه وشهرته.. يبقى جاهلا ولو كره المنتفعون، أو هلل المأجورون.
والله شهيد على ما أقول، اللهم قد بلغت وانت خير الشاهدين
هناك بقية لهذا الباب سأنشره قريبا ان شاء الله تعالى
((هذا بعضٌ من فيضٍ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق